شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه
17- وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد رأى ربه، فإنه مأثور عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صحيح. رواه قتادة اسم> عن عكرمة اسم> عن ابن عباس اسم> ورواه الحكم بن أبان اسم> عن عكرمة اسم> عن ابن عباس اسم> ورواه علي بن زيد اسم> عن يوسف بن مهران اسم> عن ابن عباس اسم> .
والحديث عندنا على ظاهره، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم، والكلام فيه بدعة، ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره، ولا نناظر فيه أحدًا.
هذه مسألة خلافية، هل رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه؟ رأس> أثبت ذلك ابن عباس اسم> في هذه الأحاديث، وأنكرت ذلك عائشة اسم> وأنكرت على مَن يقول: إنه رأى ربه وورد في ذلك أحاديث فيها عدم الرؤية كما في حديث أبي ذر اسم> في صحيح مسلم اسم> قال: رسم> سألت النبي-صلى الله عليه وسلم- هل رأيت ربك؟ فقال: نُور أنَّى أراه متن_ح> رسم> وفي رواية أخرى: رسم> رأيت نورًا متن_ح> رسم> وهذا دليل على أنه إنما رأى نورًا .
وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الله: رسم> حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبُحَاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه متن_ح> رسم> .
وفي الصحيح: رسم> أن النبي-صلى الله عليه وسلم- رأى ربه رؤية قلبية رسم> لا رؤية بصرية، وبذلك فسرت الرواية عن ابن عباس اسم> .
والدليل أن الله قد منع ذلك موسى اسم> لما قال: رسم> رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قرآن> رسم> طلب موسى اسم> أن ينظر إلى ربه، فقال الله: رسم> لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا قرآن> رسم> إلى آخره.
فرؤية النبي-صلى الله عليه وسلم- مكاشفات قلبية، لا رؤية بصرية، وذلك لضعف الإنسان في هذه الدنيا عن أن يَثبُت لعظمة الله وجلاله.
أما في الآخرة فإن الله يُمِدُّ أهل الجنة بقوة يتمكنون من رؤيته ويثبتون أمام رؤيته وليس خِلقتهم في الجنة كخلقتهم في الدنيا.
مسألة>